صفات المعلم المثالي وعلاقته مع تلاميذه الفصل الثاني
بناء شخصية المعلم وعلاقته مع تلاميذه
في هذا المقال نتابع معكم ما بدأنا به في مقالنا السابق حول الانطباع الأول الذي نحرص أن يتركه المعلم في نفوس تلاميذه حيث تكلمنا عن الرزانة والوقار الهيبة والهدوء وننتقل إلى صفة هامة يجب على المعلم الاتصاف بها وإظهارها في اللقاء الأول مع تلاميذه.
أولا: الحزم
والحزم هو عقد العزم وحسم الأمر في اتخاذ قرارٍ بتغيير وضعٍ من الأوضاع كان قد بُنيَ على أساسٍ خاطئٍ ، ولا شكَّ أنَّ اتخاذه سيكون صعباً بدرجةٍ ما وربما نتجَ عنه بعضُ العواقبَ السلبيَّة ولكن مع ذلك عليه أن حافظَ على موقفهُ قوياً و أن يثبتَ عليه فلا يتراجع عنه ولا يترددُ في اتخاذهِ ليتمكن من تنظيم كل الأمور المرتبطة بصلب العمليتين التربوية والتعليمية، وللحزم فائدةٌ طيبةٌ نجنيها جرَّاء حزمنا وكذلك له محظورات يجب أن نراعيها إن أردنا أن نتصرف بحزمٍ مع تلاميذنا ويمكن حصرها بما يلي:
الفوائد
- تنظيم الأمور المرتبطة بصلب العمل.
- تصحيح الأخطاء الراسخة.
- وضع قواعد الانضباط.
المحظورات
- التهور في اتخاذ القرار.
- التردد بسبب تأثير العواطف.
- عدم متابعة تنفيذ القرار.
ثانيا: السبر
السبر هو الطريقة الوحيدة التي تحدد للمعلم نقاط البدء في العملية التعليمية التي سيقودها، ولكن عليه أن يسبر قدرات وإمكانيات التلاميذ دون أن يُشعرهم بأنَّهُ يختبرهم أو أنَّه يمتحنهم. بل يجب أن يكون السبر سلساً بسيطاً دون أي تعقيدات حتى لا يكون له طابع الامتحان والاختبار لأنَّ الامتحان يضفي على نفوس التلاميذ نوعاً من الرهبة وهذا ما لا يجبُ حدوثهُ في عملية السبر
فوائد السبر
- يكشف للمعلم عن نقاط البدء بالنسبة للعملية التعليمية
- يساعد المعلم في رسم الخطط ووضع الأهداف
- يمنح التلاميذ الثقة بالقدرة على الإنجاز.
ثالتا: الثقافة
إنَّ شخصية المعلم بالنسبة لتلاميذه هي المرجع والخزان العلمي والثقافي، فليسَ من المعقول أن يظهر المعلم بمظهرِ الجاهلِ أما تلاميذه ولو نسبياً، لذلك سنطلب إلى المعلمين أن يثقفوا أنفسهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا , وبالنسبة للمادة التي سيقوم المعلم بتدريسها فهنا عليه أن يثقَّف نفسه فيها بشكلٍ كبير ولا يكتفي بتمكين نفسه من المعلومات المفروضة في المقرر.
بل عليهِ أن يتوسع ويطلَّعَ على كلِّ المعلومات المحيطة بالمقرر الذي ينوي تدريسه للتلاميذ , وذلك من أجل أن يكون مستعداً لأيِّ سؤالٍ قد يخطر على أذهان التلاميذ , ولو حدثَ وقامَ أحدُ التلاميذِ بطرحِ سؤالٍ ما ولم يستطع المعلم أن يجد له إجابةً بشكلٍ فوري , فعلى المعلم أن يجد طريقةً مناسبةً للخروج من هذا المأزق إن كان يعلم أن تلاميذه لن يتفهَّموا عدم معرفة معلمهم للإجابة و ربما اهتزت صورته أمامهم بسبب ذلك فهنا له أن يخفي عدم معرفته الإجابة ويمكن أن يجعل البحث عن الإجابة بمثابة النشاط أو الواجب لجميع التلاميذ وعليهم البحث عن الحل المناسب مع تأجيل الإجابة لليوم القادم مثلاً. أما إذا كان المعلم يعرف من تلاميذه أنهم متفهمون فلا ريب أن وقوفه أمامهم واعترافه بأنه لا يعلم الإجابة فهذا يرفعه في عيونهم.
رابعا: الهيبة والهدوء
ولا تعني الهيبة أن يجعل المعلم من نفسه مصدراً لرعب التلاميذ وخوفهم، بل على العكس تماماً حيثُ يجبُ أن يشعر التلاميذ أنَّ معلمهم هو الملجأ والمأمن لهم وأنَّهُ يمتلكُ قدرات وإمكانيات إيجابية فائقة وأنَّهُ يستطيعُ التصدي لأصعب المواقف كما عليهِ أن يُظهر نفسهُ على أنهُ قوة مساندة لقوى الخير التي تتصدى لقوى الشر دوماً وتتغلبُ عليها ويجب أن يجعل تلاميذه يشعرون أنه حارسٌ أمينٌ لحدود الأدب و الأخلاق الحميدة و أنه لا يسمح بتجاوزها مطلقاً ، كما عليه المحافظة على هدوئه في اللقاءات الأولى و أن يضبط انفعالاته بحيث لا يفرط في الانفعال مهما كان الموقف مؤثراً حزناً أو فرحاً أو غير ذلك حتى يكسب احترام تلاميذه.
إرسال تعليق