هنا اعلان

صفات المعلم المثالي وعلاقته مع تلاميذه الفصل الرابع

+ حجم الخط -

الفصل الرابع: رسم حدود العلاقة بين المعلم وتلاميذه

صفات المعلم المثالي وعلاقته مع تلاميذه الفصل الرابع

الوفاء بالوعود

إن هذه الصفة من الصفات التي ترفع من شأن أي إنسان وليس المعلم فقط، ولكنَّ من المفروض على المعلم أن يكون اشدَّ التزاماً بهذا الأمر عندما يعدُ تلاميذهُ بأمرٍ ما .... كأن يعد من يتفوَّق بمكافأةٍ أو تكريمٍ مثلاً ... ثمَّ يخلف الوعد.... فهذا حكماً سيؤدي إلى اهتزاز صورة المعلم وسيفقد المصداقية أمام تلاميذهِ وبالتالي ستتأثر العملية التعليمية سلباً.

رصد الحالات النفسية للتلاميذ

قد تتغيَّر الحالة النفسية لتلميذٍ ما فربما ينتقل من حالة الفرح والمرح إلى حالة الحزن أو العكس وعلى المعلم أن يلاحظَ تلك الحالات النفسية المتنوعة للتلاميذ فربما كانَ التلميذ يعاني من مشكلة ما جعلتهُ ينتقل من حالة الاستقرار والفرح والنشاط الطبيعي إلى حالة التشتت الذهني والحزن والخمول، فعلى المعلم في هذه الحالة أن يحاول معرفة أسباب ذلك التغير ومساعدة التلميذ على تجاوز هذه الأزمة وإن وُجدَ مرشدٌ نفسيٌّ في المدرسة فيمكن الاستعانة به أيضاً. ولكن يفضَّل أن يتم سؤال التلميذ عن أسباب حالته بشكلٍ منعزل وليس أمام التلاميذ حتى لا يسببَ له أي إحراج وهذا له أثرٌ إيجابيٌّ كبير في نفس التلميذ. فالمعلم الناجح هو من يرصد الحالة النفسية لكل تلميذ في الفصل ويبحث في أسبابها ويساعد الطفل على تخطيها بنجاح.

اتباع أسلوب الثناء والجزاء

إنَّ أسلوب الثواب والعقاب التربوي هو أسلوبٌ إلهيٌّ فرضهُ الله على عبادهِ ولله المثل الأعلى ولذلك علينا أن نستفيدَ من هذا الأسلوب الرَّبَّاني بأن نبدأَ بالثواب والعطاءِ أولاً لذلك نحن المعلمينَ يجب أن نكسب ودَّ التلاميذ بأن نبدأ بتقديم العطاء العاطفي من مودةٍ ومحبَّةٍ أبويِّةٍ والاهتمام بكل مشاكلهم وهمومهم والثناء على المجدين حسب درجة الجدّ التي يقدمها التلميذ وهنا لابد من مراعاة بعض الضوابط أثناء تعزيز التلاميذ والثناء عليهم وهي ضوابط مهمة ويجب الأخذ بها وهي التالية:

التوازن: ونعني به أن يكون الثناء على قدر العطاء فلا يزيد المعلم من الثناء إلَّا إن كان إنجاز التلميذ يستحقُّ ذاك الثناء ويزيد المعلم من درجة الثناء كلما زاد إنجاز التلميذ. وربما نستثني بعض الحالات التي يكون أمامنا تلميذاً من المقصرين وفجأةً يقدم إنجازاً غير متوقع منه فهنا يمكن لنا أن نجعل الثناء أكبر من الإنجاز لتشجيعه وجعله يقدم انجازاتٍ إضافية.

التوقيت: وهو أن يكون الثناء في الوقت المناسب فلا يتأخر عن لحظة تحقيق التلميذ للإنجاز بل يجب أن يعقب الثناء لحظة الإنجاز فوراً حتى لا تضيع قيمته عند التلميذ وحتى يكون هذا الثناء دافعاً لكلَّ التلاميذ لتحقيق انجازات أخرى.

الإشهار: ونعني بذلك أن يكون مشهوداً من قبل باقي زملائه في الصف وإن كان الإنجاز كبيراً أو إبداعياً فيمكن أن يكون أمام تلاميذ المدرسة بكاملها.

وبعد أن يقدم المعلم هذه الأمور الإيجابية الطيبة للتلاميذ والتي هي بمثابة المبادرة بالعطاء من قِبلِ المعلم فإنَّهُ من المتوقع من التلاميذ أن يقابلوا عطاء المعلم بعطاءٍ مثله فيهتموا بدروسهم وواجباتهم ويكون تفاعلهم مع المعلم في أحسن حالاتهِ، فإذا وُجِدَ بعد هذا كلِّهِ بعضُ التلاميذ غير المهتمين والمقصرين في واجباتهم والمتكاسلين عن المشاركة في النشاطات الصفَّيَّة واللَّاصفَّيَّة فهنا يأتي دور الجزاء والعقاب ولكن كيف ...؟؟ حتماً لن يكون الجزاء بالعنف والقسوة أو استخدام التوبيخ بالكلمات القاسية أو ما شابه ذلك من اساليب سلبية، بل تكون العقوبة بحرمان التلميذ المقصِّر من عطايا المعلم المذكورة سابقاً (من محبةٍ ومودةٍ واهتمام .... الخ) 

ولكن على المعلم قبل أن يبدأ بالعقاب أن يحاول معرفة سبب تقصير ذلك التلميذ من خلال سؤاله على انفراد عن أسباب تقصيره فإن كان لديه مشكلة عائلية أو غير ذلك فيمكن مراعاة وضعه ومحاولة مساعدته في تجاوز تلك المشكلة وإن لم يكن هناك مشكلة تمنعه من تأدية ما عليه من واجبات .... فهنا يأتي دور العقاب ولكن يفضَّل أن يتدرج المعلم في مسألة العقوبة فمثلاً يمكن للمعلم أن ينفذ لعبة مع التلاميذ ولكن يمنع المقصِّرين من المشاركة مبيناً سبب منعهم ولو قام المعلمُ بمقاطعتهم مقاطعةً خفيفةً من حيث الامتناع عن مشاهدة وظائفهم أو نشاطاتهم و عدم السماح لهم بالمشاركة في فعاليات و أنشطة الصف و إهمال وجودهم إلى حدٍّ معيَّنٍ فهذا سيجعلهم يتحفزون للاهتمام بواجباتهم وعقد صلحٍ مع المعلم حتى لا يعودوا للتقصير, و إن ظلَّ بعضهم مقصراً فيمكن للمعلم أن يزيد في العقوبة في نفس السياق , ويختار المعلم الأساليب المشابهة في العقاب وأمَّا مسألة استخدامِ الضرب فهي أسوأ عملية عقابٍ يمكن أن يلجأ إليها المعلم لما لها من آثارٍ سلبيةٍ على نفسيات التلاميذ وعلى علاقتهم بالمعلم والمدرسة بشكلٍ عام.

كتابة تعليق

إعلان - بداية المشاركة
إعلان - نهاية المشاركة