الفصل الثّالت: بناء شخصية المعلّم وعلاقته بتلاميذه
![]() |
صفات المعلم المثالي |
ثانياً: رسم حدود العلاقة بينهُ وبين التلاميذ
بعد أن يكون المعلم قد رسم في أذهان التلاميذ صورةً راقيةً لنفسهِ من خلال الانطباع الأول ... يأتي دور تحديد وترسيم العلاقة بينه وبين التلاميذ وهذه العلاقة يجبُ أن تكون مبنيَّةً على الاحترام والمودة بنفس الوقت ويجب أن تكون متبادلةً بينهُ وبين تلاميذهِ ...
ويتحقَّقُ ذلكَ من خلال ما يلي:
1) التواصل مع أولياء التلاميذ
إن فكرة الربط بين المدرسة والأسرة ليست بالفكرة الجديدة ولكن على المعلم أن يفعِّلها بشكل كبير وأن يقوم بتوظيفها لصالح العملية التعليمية وذلك من خلال عدة طرق كاستدعاء الأولياء لزيارة المدرسة أو الاتصال بهم هاتفيِّاً أو القيام بزيارات منزلية إن استدعى الأمر ذلك ويجب أن يبدأ المعلم بهذا التواصل في بداية السنة الدراسية وأن يستمر به حتى آخر السنة.
والهدف من هذا التواصل هو الاطلاع على شخصية التلميذ في المنزل والتعرف على بعض التفاصيل حوله والتي تخدم المعلم في تحديد كيفية التعامل معه أو مراعاة بعض الخصائص لدى بعض التلاميذ (وهنا يُفضَّل للمعلم أن يكون لديه دفتر ملاحظات يدون فيه أهم الأمور الخاصة بكل تلميذ حتى تكون له مرجعاً طوال العام الدراسي. ونستطيع إيجاز أهمية التواصل مع الأهل فيما يلي:
- التعرف على بيئة التلميذ والمعوقات العائلية أو النفسية أو الصحية التي قد تعرقل تحصيله.
- التعرف على طباع التلاميذ السلبية التي قد لا تظهر في الصف ومحاولة تجاوزها وإيجاد الحلول لها.
- التعاون مع أولياء أمور التلاميذ في تربية وتعليم أبنائهم.
- تساعد المعلم في رؤية تلاميذه من زاوية مختلفة وبالتالي تتكشف المزايا الشخصية لكل منهم.
2) على المعلم أن يكون مصــدِّراً للقيم والأخلاق بشكلٍ دائم
وهذا الأمر يعتبر من صلب عمل المعلم فالمعلم عبر التاريخ هو من الشخصيات السامية والتي تعتبر مثالاً للمجتمعات ومصدِّراً للأخلاق والقيم وتعليم الخير للناس وحضهم على نبذ كل أشكال الشر وفي هذا قول الشاعر (قم للمعلم وفِّهِ التبجيلَ ..... كاد المعلم أن يكون رسولا) وعلى المعلم ألا يكون مصدراً للقيم النبيلة في الصف والمدرسة فحسب، بل عليهِ أن يقوم بذلك في كل زمانٍ ومكان وعليهِ أن يحمل شخصية المعلم النبيل في تفاصيل شخصيته دوماً. وهنا لا بدَّ لنا من ذكر أمرٍ غايةً في الأهمية لكلَّ من ينشر القيم ويعلم الناس الأخلاق بألَّا يُقحمَ القيمَ والأخلاق إقحاماً في غير موضعها بل يتوجب عليه أن يقنصَ الفرص المناسبة من المواقف التي تمر به أثناء عمله في التعليم ويطرح القيمة المناسبة للموقف حتى ترسخ أكثر في نفوس التلاميذ.
ويجب عليهِ أيضاً ألَّا يربط بين مردود عمله المادي وبين مدى تفانيه بالعمل في مجال التعليم.
3) المعلم هو قدوة حسنة
بما أنَّ المعلم هو مصدر الأخلاق الكريمة وهو معلمها فلا بد أن يطابق قوله عمله ... فلا يجوز للمعلم أن يعلم التلاميذ مكارم الأخلاق ثم نجدهُ لا يلتزم بها وهنا نتذكر أبي الأسود الدؤلي:
(لا تنهَ عن خلقٍ وتأتِ بمثلهِ....... عارٌ عليكَ إن فعلتَ عظيمُ)
4) عدم الاستهزاء بالإجابات الخاطئة للتلاميذ
فربما يطرح المعلم سؤالاً فيتصدى احدُ التلاميذ للإجابة عنهُ فتكون إجابته خاطئةً تماماً وربما كانت إجابةً غبيةً تدل على نسبة غباءٍ عند ذلك التلميذ فلا يجوز للمعلم نهائياً أن يسخر من ذلك التلميذ أو أن يوبخهُ أو أن يجعلهُ عرضةً للسخريةِ من قبل زملائه، ولو حدثَ أنَّ زملاءهُ أخذوا يتغامزون عليه ويسخرون منه فيجب على المعلم أن ينهاهم عن ذلك ويزجرهم ثمَّ يشكر ذلك التلميذ على مشاركته ويطلب إجابة أفضل من باقي التلاميذ.
إرسال تعليق